معالم الأسرة الصالحة ـ 1
كيف نعصم أبناءنا من سوء الأدب؟/ يجب أن يشاهد ابنكم «جهاد النفس» في سلوككم
الزمان: 30/11/2013
المكان: طهران ـ بقعة الشيخ عبدالله الطرشتي
ألقى سماحة الشيخ بناهيان في العشرة الثالثة من المحرّم وفي بقعة الشيخ الطرشتي خمس محاضرات تحت عنوان «معالم الأسرة الصالحة» فإليكم أهمّ المقاطع من محاضرته الأولى:
يساق العالم اليوم إلى الضياع عبر منهجين 1ـ الكفر والإلحاد المفرط (الخلاعة) 2ـ التدين المنحرف
يساق العالم والناس اليوم إلى الضياع عبر منهجين؛ الأول هو الفساد والشهوات والخلاعة، والثاني النقطة المقابلة للخلاعة، أي عبر التديّن المنحرف والسلوك المتطرّف تحت غطاء الدين، فيربّون على أساس هذا المنهج آلاف الشباب الذين يلبسون حزاما ناسفا ويقتلون الأبرياء من الشيعة والسنّة. وحتى إذا اعترضوا عليهم أن كيف تقتلون هؤلاء وهم أبرياء يقولون: «لا بأس بذلك فإن كانوا إبرياء سيذهبون إلى الجنّة! ولكنّنا يجب أن نعمل بتكليفنا»!
وكلّ من هذين الأسلوبين الذَين يمارسهما الأعداء لإفساد حياة الإنسان، يعزّز الأسلوب الآخر. فهم يعرضون خلاعة الفاسدين على الجماعات المتديّنة المنحرفة، فيعزّزون ديانتهم المنحرفة وأساليبهم المتطرّفة. ومن جانب آخر يعرضون على الفاسدين جرائم المتديّنين المنحرفين ومدى وحشيّتهم وعنفهم تحت غطاء الدين والشريعة، فيزدادون فرارا وابتعادا من الدين ويتمادون في الخلاعة والفساد.
لقد أصبح العالم والمنطقة التي نسكنها في قبضة هذين الفئتين فيفتكان بالعالم والمجتمع الإنساني كشفرتي المقصّ وزمام أمورهما بيد إبليس وبعده بيد التيارات الصهيونيّة ومستكبري العالم. فما الذي يجب أن نفعله نحن؟ وأيّ جهة يمكن أن نتسالم ونتماشى معها دون الأخرى؟
فنحن إن تسالمنا مع الخلاعة والفساد، سوف تتبلور النقطة المقابلة لها وهي التديّن المتطرّف. طبعا لا يخفى أن الدين ليس بمتطرّف، ولكن هؤلاء هم متطرّفون فيلبسون تطرّفهم بغطاء الدين. ولذلك فلابدّ أن نسمّي هذه الظاهرة بـ «التطرّف تحت غطاء الدين».
«الخلاعة المفرطة» و «التطرّف تحت غطاء الدين» كلّ منهما يمارس «حرب الإبادة» على المجتمع الإنساني بطريقته الخاصّة
إن هاتين الظاهرتين أي «الخلاعة المفرطة والتطرّف تحت غطاء الدين» كلّ منهما يمارس «حرب الإبادة» على المجتمع الإنساني بطريقته الخاصّة.
كيف يقوم الإفراط في التلذّذ واتباع الشهوات بحرب الإبادة؟ بهذه الطريقة وهي أن هذه الثقافة تسبّب قلة الإنجاب كما نرى في البلدان الأوروبّية. وإنّ هذه القضيّة من الأهمّية بمكان بحيث أخبرت بعض الإحصائيات عن انقراض الأوروبّيين الأصلاء الذين قد ولدوا من أب وأم أوروبّيّين بعد عدّة سنوات.
ومن جانب آخر «التطرّف تحت غطاء الدين» يمارس حرب الإبادة أيضا. وأنتم تشهدون كيف يقتل هؤلاء ويذبحون ويفخخون بأسهل ما يكون، حتى أنهم يصرّحون وبكل فخر واعتزاز بأننا قد أجرينا كذا ألف عملية انتحارية لحدّ الآن!
في الواقع لقد أصبحت ظاهرة التديّن ظاهرة جدّية ولا يمكن مجاملتها. يجب أن نحدّد نوعيّة ديانتنا وهذا أمر ضروري جدّا. إن إنقاذ مجتمعنا والمجتمع الإنساني لهو من أوجب الواجبات وعدم الاكتراث بهذه القضية خيانة. كلّ من لم يهتمّ في حياته الشخصية بموضوع الدين وإنقاذ حياة الإنسان، فقد ارتكب خيانة، إذ قد راح يقضي هذا المقصّ بشفرتيه («الخلاعة المفرطة» و «التطرّف تحت غطاء الدين») على حياة الإنسان. وإن هذا المقصّ بيد أناس يودّون أن يكون الناس لا أباليّين وبالتأكيد سوف يذبحون هؤلاء المغفّلين أو يستعبدونهم. لذلك يجب أن نخوض في هذا الموضوع كضرورة لابدّ منها؛ لم يعد اختيار التديّن اليوم أمرا تابعا لمذاقنا، بل قد أصبح ضرورة حياتيّة.
نحن آخر لاعب في سباق التتابع الذي بدأه الإمام الحسين(ع) والآن قد وصلتنا الراية/ فعندما نقترب إلى خطّ النهاية يجب أن نبذل قصارى جهودنا
في هذه الظروف التي أصبحنا نقترب فيها إلى خطّ النهاية، يجب أن نبذل قصارى جهودنا. كالعدّائين الذين يبذلون كلّ طاقتهم عند اقترابهم من خطّ النهاية لكي يسجّلوا رقما أفضل. نحن في مقام التشبيه كآخر عدّاء في سباق التتابع، فقد بذل باقي اللاعبين في فريقنا جهودهم وطاقاتهم وسلّموا العصا إلينا، فالآن قد بدأ شوطنا فلابدّ أن نبذل قصارى جهودنا في سبيل إيصال جهود العدّائين السابقين إلى النتيجة المطلوبة والفوز.
أوّل عدّاء في سباق التتابع هذا هو أبو عبد الله الحسين(ع) ثم سلّم الرايةَ إلى العقيلة زينب(س) واليوم قد سلّمت هذه الراية بيدنا ونحن قد اقتربنا إلى خطّ النهاية. فإن انتصارنا في هذا الميدان يعبّر عن تقديرنا لجهود جميع العدّائين العظام الذين سلّمونا هذه الراية وفي المقابل تقصيرنا في هذه الساحة بمعنى عدم اكتراثنا بجهود هؤلاء العظام.
يبذل إبليس ونظام الكفر والاستكبار قصارى جهودهم في آخر الزمان، وكذلك علينا أن نبذل قصارى جهودنا في مقابلهم. إن حساسيّة زماننا ليست كحساسيّة أيّام الدفاع المقدّس بل أكثر حساسيّة بكثير. فإن أقصى خطر كان يهدّدنا يومذاك هو أن يقوم العدوّ بإبادتنا تحت رعد الصواريخ ودويّ القنابل، بينما اليوم فإن لم نواجه الخطر الذي يهدّدنا فسوف نهلك بموت صامت، من قبيل الموت على أثر التسمّم بالغاز. ولا شكّ في أن مواجهة هذا الخطر المهدّد أصعب من المرحلة السابقة. إذ ليس بإمكان الإنسان أن يغيّر نمط حياته ويترك حياة الفسق والفساد والخلاعة والمفرطة واتباع هوى النفس والشهوات أو أن يترك التطرّف تحت غطاء الدين، إذ أن الصراط المستقيم صراط ضيّق ودقيق. فقد روي عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: «الصِّرَاطُ أَدَقُ مِنَ الشَّعْرِ وَ مِنْ حَدِّ السَّيف» [الزهد/ص92]
يتبع إن شاء الله...
كيف نعصم أبناءنا من سوء الأدب؟/ يجب أن يشاهد ابنكم «جهاد النفس» في سلوككم
الزمان: 30/11/2013
المكان: طهران ـ بقعة الشيخ عبدالله الطرشتي
ألقى سماحة الشيخ بناهيان في العشرة الثالثة من المحرّم وفي بقعة الشيخ الطرشتي خمس محاضرات تحت عنوان «معالم الأسرة الصالحة» فإليكم أهمّ المقاطع من محاضرته الأولى:
يساق العالم اليوم إلى الضياع عبر منهجين 1ـ الكفر والإلحاد المفرط (الخلاعة) 2ـ التدين المنحرف
يساق العالم والناس اليوم إلى الضياع عبر منهجين؛ الأول هو الفساد والشهوات والخلاعة، والثاني النقطة المقابلة للخلاعة، أي عبر التديّن المنحرف والسلوك المتطرّف تحت غطاء الدين، فيربّون على أساس هذا المنهج آلاف الشباب الذين يلبسون حزاما ناسفا ويقتلون الأبرياء من الشيعة والسنّة. وحتى إذا اعترضوا عليهم أن كيف تقتلون هؤلاء وهم أبرياء يقولون: «لا بأس بذلك فإن كانوا إبرياء سيذهبون إلى الجنّة! ولكنّنا يجب أن نعمل بتكليفنا»!
وكلّ من هذين الأسلوبين الذَين يمارسهما الأعداء لإفساد حياة الإنسان، يعزّز الأسلوب الآخر. فهم يعرضون خلاعة الفاسدين على الجماعات المتديّنة المنحرفة، فيعزّزون ديانتهم المنحرفة وأساليبهم المتطرّفة. ومن جانب آخر يعرضون على الفاسدين جرائم المتديّنين المنحرفين ومدى وحشيّتهم وعنفهم تحت غطاء الدين والشريعة، فيزدادون فرارا وابتعادا من الدين ويتمادون في الخلاعة والفساد.
لقد أصبح العالم والمنطقة التي نسكنها في قبضة هذين الفئتين فيفتكان بالعالم والمجتمع الإنساني كشفرتي المقصّ وزمام أمورهما بيد إبليس وبعده بيد التيارات الصهيونيّة ومستكبري العالم. فما الذي يجب أن نفعله نحن؟ وأيّ جهة يمكن أن نتسالم ونتماشى معها دون الأخرى؟
فنحن إن تسالمنا مع الخلاعة والفساد، سوف تتبلور النقطة المقابلة لها وهي التديّن المتطرّف. طبعا لا يخفى أن الدين ليس بمتطرّف، ولكن هؤلاء هم متطرّفون فيلبسون تطرّفهم بغطاء الدين. ولذلك فلابدّ أن نسمّي هذه الظاهرة بـ «التطرّف تحت غطاء الدين».
«الخلاعة المفرطة» و «التطرّف تحت غطاء الدين» كلّ منهما يمارس «حرب الإبادة» على المجتمع الإنساني بطريقته الخاصّة
إن هاتين الظاهرتين أي «الخلاعة المفرطة والتطرّف تحت غطاء الدين» كلّ منهما يمارس «حرب الإبادة» على المجتمع الإنساني بطريقته الخاصّة.
كيف يقوم الإفراط في التلذّذ واتباع الشهوات بحرب الإبادة؟ بهذه الطريقة وهي أن هذه الثقافة تسبّب قلة الإنجاب كما نرى في البلدان الأوروبّية. وإنّ هذه القضيّة من الأهمّية بمكان بحيث أخبرت بعض الإحصائيات عن انقراض الأوروبّيين الأصلاء الذين قد ولدوا من أب وأم أوروبّيّين بعد عدّة سنوات.
ومن جانب آخر «التطرّف تحت غطاء الدين» يمارس حرب الإبادة أيضا. وأنتم تشهدون كيف يقتل هؤلاء ويذبحون ويفخخون بأسهل ما يكون، حتى أنهم يصرّحون وبكل فخر واعتزاز بأننا قد أجرينا كذا ألف عملية انتحارية لحدّ الآن!
في الواقع لقد أصبحت ظاهرة التديّن ظاهرة جدّية ولا يمكن مجاملتها. يجب أن نحدّد نوعيّة ديانتنا وهذا أمر ضروري جدّا. إن إنقاذ مجتمعنا والمجتمع الإنساني لهو من أوجب الواجبات وعدم الاكتراث بهذه القضية خيانة. كلّ من لم يهتمّ في حياته الشخصية بموضوع الدين وإنقاذ حياة الإنسان، فقد ارتكب خيانة، إذ قد راح يقضي هذا المقصّ بشفرتيه («الخلاعة المفرطة» و «التطرّف تحت غطاء الدين») على حياة الإنسان. وإن هذا المقصّ بيد أناس يودّون أن يكون الناس لا أباليّين وبالتأكيد سوف يذبحون هؤلاء المغفّلين أو يستعبدونهم. لذلك يجب أن نخوض في هذا الموضوع كضرورة لابدّ منها؛ لم يعد اختيار التديّن اليوم أمرا تابعا لمذاقنا، بل قد أصبح ضرورة حياتيّة.
نحن آخر لاعب في سباق التتابع الذي بدأه الإمام الحسين(ع) والآن قد وصلتنا الراية/ فعندما نقترب إلى خطّ النهاية يجب أن نبذل قصارى جهودنا
في هذه الظروف التي أصبحنا نقترب فيها إلى خطّ النهاية، يجب أن نبذل قصارى جهودنا. كالعدّائين الذين يبذلون كلّ طاقتهم عند اقترابهم من خطّ النهاية لكي يسجّلوا رقما أفضل. نحن في مقام التشبيه كآخر عدّاء في سباق التتابع، فقد بذل باقي اللاعبين في فريقنا جهودهم وطاقاتهم وسلّموا العصا إلينا، فالآن قد بدأ شوطنا فلابدّ أن نبذل قصارى جهودنا في سبيل إيصال جهود العدّائين السابقين إلى النتيجة المطلوبة والفوز.
أوّل عدّاء في سباق التتابع هذا هو أبو عبد الله الحسين(ع) ثم سلّم الرايةَ إلى العقيلة زينب(س) واليوم قد سلّمت هذه الراية بيدنا ونحن قد اقتربنا إلى خطّ النهاية. فإن انتصارنا في هذا الميدان يعبّر عن تقديرنا لجهود جميع العدّائين العظام الذين سلّمونا هذه الراية وفي المقابل تقصيرنا في هذه الساحة بمعنى عدم اكتراثنا بجهود هؤلاء العظام.
يبذل إبليس ونظام الكفر والاستكبار قصارى جهودهم في آخر الزمان، وكذلك علينا أن نبذل قصارى جهودنا في مقابلهم. إن حساسيّة زماننا ليست كحساسيّة أيّام الدفاع المقدّس بل أكثر حساسيّة بكثير. فإن أقصى خطر كان يهدّدنا يومذاك هو أن يقوم العدوّ بإبادتنا تحت رعد الصواريخ ودويّ القنابل، بينما اليوم فإن لم نواجه الخطر الذي يهدّدنا فسوف نهلك بموت صامت، من قبيل الموت على أثر التسمّم بالغاز. ولا شكّ في أن مواجهة هذا الخطر المهدّد أصعب من المرحلة السابقة. إذ ليس بإمكان الإنسان أن يغيّر نمط حياته ويترك حياة الفسق والفساد والخلاعة والمفرطة واتباع هوى النفس والشهوات أو أن يترك التطرّف تحت غطاء الدين، إذ أن الصراط المستقيم صراط ضيّق ودقيق. فقد روي عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: «الصِّرَاطُ أَدَقُ مِنَ الشَّعْرِ وَ مِنْ حَدِّ السَّيف» [الزهد/ص92]
يتبع إن شاء الله...