إن سنحت لكم فرصة الهجرة في سبيل الله فلا تفوّتوها! (13/12/2015)
أحد المفاهيم التي تنطوي عليها ملحمة عاشوراء هي «الهجرة». الهجرة مقدّمة على الجهاد ومن لوازم الجهاد، بينما قلّ ما ينطرح هذا المفهوم في مجتمعنا اليوم. لا ننس أن كربلاء هي ليست شهادة و جهاد وحسب، فهي قد انطلقت من الهجرة.
لقد جاء في القرآن: (وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّه) [النساء/100] وقال رسول الله(ص): «من فر بدينه من أرض الى أرض و ان كان شبرا من الأرض استوجب الجنة، و كان رفيق إبراهيم و محمد عليهما السلام» [تفسير نورالثقلين/4/ 167]
فإن سنحت لكم فرصة الهجرة فلا تفوّتوها! وإن شعرتم بأنّ تغيير محلّ عملكم أو عملكم أو فرعكم الدراسي سيعينكم في الطريق إلى الله، فهاجروا أكيدا.
في تاريخ الإسلام، بعد فترة المقاومة في شعب أبي طالب نصل إلى مرحلة الهجرة. وقد أصبح مبدأ تاريخنا هجرة النبي(ص). فكم لهذه الحقيقة من مضمون ومعنى. لعلّ من مضامينها هي أنه إن حدثت في حياتكم هجرة في سبيل الله، فاعلموا أن تاريخ هجرتكم هو مبدأ ارتقائكم المعنوي.
هناك نوعان من الهجرة؛ 1ـ الهجرة المكانية 2ـ الهجرة الروحية وهي الهجرة من الذنوب ومن بعض أنماط الحياة والسلوك. إن الله يحبّ التغيير، فتحمّل الصعاب والمشقّة من أجل دين الله مغنم للإنسان. فانظروا كم قد عانى النبيّ في هجرته. فلابدّ من المعاناة من أجل الدين.
قناة سماحة الشيخ بناهيان العربية في تلغرام
telegram.me/Panahian_arabic