في احتفال تأبين شهداء اليمن في مقر وكر التجسس الأمريكي السابق
الأستاذ بناهيان: لنتأس برسول الله(ص) ونجعل شعار «أنا يماني» عالميّا / إن أحداث اليمن تبشّر بحصول مقدّمات الظهور
المكان: مقرّ وكر التجسس الأمريكي السابق
الزمان: 27/04/2015
ألقى سماحة الأستاذ بناهيان في احتفال تأبين شهداء اليمن في مقرّ وكر التجسّس الأمريكي السابق كلمة مهمّة في تحليل دور أحداث اليمن في معادلات المنطقة والعالم الإسلامي وكذلك في تحقّق مقدّمات الظهور. فإليك أهمّ النقاط التي ذكرها في كلمته:
أـ زمن مبعث الأمة الإسلامية
إن انتصار «الثورة الإسلامية» في الحرب الناعمة التي شنّها العدو لبثّ الفرقة بين الشعوب المظلومة في هذه المنطقة لأمر عجيب
عندما ندرس حركة الصحوة الإسلامية في المنطقة، لابدّ لنا بطبيعة الحال وفي مقام التعرّف على هذه الحركة والصحوة من أن نرجع إلى أصل الثورة الإسلاميّة. لقد كانت الثورة الإسلاميّة في عام 79 تمتاز بخصائص وخصال جعلتها أوسع نطاقا من حدود الوطن وأكبر من حجم شعب واحد. لقد كانت جميع الشعوب الإسلامية في المنطقة تحظى باستعداد وقابليّات تؤهلّها لاحتضان الثورة وتكملة مسيرها، وهذا ما كان المتوقّع جدّا. ولذلك امتدّت مخالب الاستكبار منذ طليعة الثورة لتفترس الثورة الإسلاميّة بكل وحشيّة وبشتّى الحروب الصلبة والناعمة. عندما شنّ الاستكبار في أيّام الدفاع المقدّس تلك الهجمة الشرسة على الثورة الإسلامية، كان يمكن إدراك مدى خطورة الثورة الإسلاميّة على كيان الاستكبار العالمي.
أنا لا أرى مقاومة الشعب الإيراني وانتصاره أمام الاستكبار أمرا عجيبا، بل كان من طبيعة الحال أن يقوى شعب ثائر على الدفاع عن نفسه، ولكن انتصار «الثورة الإسلامية» في الحرب الناعمة التي شنّها العدو على الشعوب المظلومة في هذه المنطقة لأمر عجيب جدّا.
إذا رجعتم إلى الوراء قليلا، بإمكانكم أن تشاهدوا بصمات أثر هذه الحرب الناعمة على شعوب المنطقة بكل سهولة. فعلى سبيل المثال كم كانوا يسعون لبثّ الفرقة بين شعوب المنطقة. أما بعد كل هذه المحاولات نرى ظواهر رائعة وعجيبة قد تبلورت في عصرنا هذا بين شعوب المنطقة. فقد تشابهت شعاراتهم وتوحّدت رموزهم، فلم تثمر تلك الجهود التي بذلت والأموال التي صرفت في سبيل بث الفرقة بين الشعوب المؤمنة والمظلومة في المنطقة، ولم ينجحوا في كبح حركة المقاومة العامّة. وبالتأكيد إنه لوعد الله الذي قال: (الَّذینَ کَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبیلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) [محمد/1]. يعني أن الله يجعل جهود الكافرين ومؤامراتهم كلّها هباء منثورا.
لقد امتدت قنوات التواصل بين الشباب الثوريين في المنطقة من أفغانستان إلى اليمن
ارجعوا البصر إلى المنطقة وانظروا كم قد اتحدت شعوب المنطقة مع بعض ويا له من حدث عجيب! منذ كم سنة وقد تعرّف شباب المنطقة على بعض. فقد امتدّت قنوات التواصل بين شباب أفغانستان والعراق وباكستان وسورية واليمن ولبنان والبحرين الثوريين وقد ارتبطوا مع بعض ضمن حركة ثورية قيّمة جدّا. وقد كان أعداؤنا هم المسبّبين في تبلور هذا الارتباط والاتّحاد.
طبعا لا تستطيع القوى المعادية للمؤمنين وبتعبير أدقّ القوى المعادية للبشر أن تكفّ عن الظلم. فلو كانت أمريكا قد أعمرت أفغانستان، ولو كانت قد ساعدت باكستان من أجل إعمارها ورفاهها، ولو كانت تستطيع أن تصنع من عراق الجريح بلدا حرّا معمّرا، لو كانت تقدر أمريكا على ذلك، لعلّها كانت تنجح في حرق جذور الصحوة الإسلامية، أو في تأجيلها على الأقل. ولعلّها كانت تقدر على شقّ الطريق إلى أفكار الناس وقلوبهم لتحقّق انتصارا في الحرب الناعمة التي شنّتها على بلاد الإسلام. ولكنكم ترون مدى بلاهتها بحيث لم تقدر على إنجاز هذه الأهداف حتى كآليّة لخداع الشعوب. فلم يقدر الأمريكان على هندسة سياساتهم بحيث يقفون أمام صحوة الشعوب واتحادهم مع أنهم قد بذلوا قصارى جهدهم لبث الفرقة بين هذه الشعوب.
عندما أرجع بذكرياتي إلى سنيّ الدفاع المقدّس، كنّا في تلك الظروف نتوقّع الانتصار اعتمادا على نصرة الله عزّ وجل مع أن جميع الحسابات كانت تحكي عن استحالة الانتصار على الجيش البعثي المدجّج المدعوم من قبل جميع بلدان العالم، ولكن عندما كنّا ننظر إلى أوضاع المنطقة، لم نكن نستطيع أن نتوقّع حصول مثل هذا الاتحاد الذي حصل اليوم بين أبناء منطقتنا، وكنّا ننظر إلى هذا الهدف كأمنيّة لن تتحقّق.
نحن نعيش أيام مبعث الأمة الإسلامية
عل مرّ تاريخ الإسلام الذي يزيد عن 1400 عام، لم يكن المؤمنون قد بلغوا مثل هذه البصيرة والمعرفة ولم يجتمعوا مع بعض بقدرة واتحاد وقوّة المقاومة بهذا المستوى. فإنكم لا تستطيعون أن تجدوا بين طيّات هذا التاريخ العريق الأكثر من 1400 عام، مقاومة واسعة ومتحدة المعالم ومصحوبة بالاتحاد القلبي مثل هذه المقاومة التي نعيشها في هذه السنين الأخيرة.
بعد مبعث الرسول(ص) وإلى الآن لم يتحقّق مبعث الأمة الإسلامية وبهذا النطاق الواسع في تلبية نداء رسول الله(ص)، أما الآن فقد أصبحنا نعيش أيّام مبعث الأمّة الإسلامية.
عندما تقرأون تاريخ الإسلام، وتقفون عند الانتصارات التي حصلت فيه وكذلك على ظاهرة غزو القلوب وتوسّعه السريع الذي كان منطلقا لتأسيس الحضارة الإسلامية العظيمة يومذاك، مع ذلك تجدون الأوضاع الراهنة لا تقاس بأوضاع صدر الإسلام. نعم، لقد كان في ذلك الزمان أناس وشعوب وأقوام عاشوا تحت ظلّ نبي الله محمد(ص) والتعاليم الدينية، فاهتدوا إلى السبيل وغيّروا نمط حياتهم حتى قد شيّدوا حضارة الإسلام، ولكن لم تتحقق تلبية واسعة وعميقة لنداء النبي الأكرم(ص).
يتبع إن شاء الله...
الأستاذ بناهيان: لنتأس برسول الله(ص) ونجعل شعار «أنا يماني» عالميّا / إن أحداث اليمن تبشّر بحصول مقدّمات الظهور
المكان: مقرّ وكر التجسس الأمريكي السابق
الزمان: 27/04/2015
ألقى سماحة الأستاذ بناهيان في احتفال تأبين شهداء اليمن في مقرّ وكر التجسّس الأمريكي السابق كلمة مهمّة في تحليل دور أحداث اليمن في معادلات المنطقة والعالم الإسلامي وكذلك في تحقّق مقدّمات الظهور. فإليك أهمّ النقاط التي ذكرها في كلمته:
أـ زمن مبعث الأمة الإسلامية
إن انتصار «الثورة الإسلامية» في الحرب الناعمة التي شنّها العدو لبثّ الفرقة بين الشعوب المظلومة في هذه المنطقة لأمر عجيب
عندما ندرس حركة الصحوة الإسلامية في المنطقة، لابدّ لنا بطبيعة الحال وفي مقام التعرّف على هذه الحركة والصحوة من أن نرجع إلى أصل الثورة الإسلاميّة. لقد كانت الثورة الإسلاميّة في عام 79 تمتاز بخصائص وخصال جعلتها أوسع نطاقا من حدود الوطن وأكبر من حجم شعب واحد. لقد كانت جميع الشعوب الإسلامية في المنطقة تحظى باستعداد وقابليّات تؤهلّها لاحتضان الثورة وتكملة مسيرها، وهذا ما كان المتوقّع جدّا. ولذلك امتدّت مخالب الاستكبار منذ طليعة الثورة لتفترس الثورة الإسلاميّة بكل وحشيّة وبشتّى الحروب الصلبة والناعمة. عندما شنّ الاستكبار في أيّام الدفاع المقدّس تلك الهجمة الشرسة على الثورة الإسلامية، كان يمكن إدراك مدى خطورة الثورة الإسلاميّة على كيان الاستكبار العالمي.
أنا لا أرى مقاومة الشعب الإيراني وانتصاره أمام الاستكبار أمرا عجيبا، بل كان من طبيعة الحال أن يقوى شعب ثائر على الدفاع عن نفسه، ولكن انتصار «الثورة الإسلامية» في الحرب الناعمة التي شنّها العدو على الشعوب المظلومة في هذه المنطقة لأمر عجيب جدّا.
إذا رجعتم إلى الوراء قليلا، بإمكانكم أن تشاهدوا بصمات أثر هذه الحرب الناعمة على شعوب المنطقة بكل سهولة. فعلى سبيل المثال كم كانوا يسعون لبثّ الفرقة بين شعوب المنطقة. أما بعد كل هذه المحاولات نرى ظواهر رائعة وعجيبة قد تبلورت في عصرنا هذا بين شعوب المنطقة. فقد تشابهت شعاراتهم وتوحّدت رموزهم، فلم تثمر تلك الجهود التي بذلت والأموال التي صرفت في سبيل بث الفرقة بين الشعوب المؤمنة والمظلومة في المنطقة، ولم ينجحوا في كبح حركة المقاومة العامّة. وبالتأكيد إنه لوعد الله الذي قال: (الَّذینَ کَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبیلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) [محمد/1]. يعني أن الله يجعل جهود الكافرين ومؤامراتهم كلّها هباء منثورا.
لقد امتدت قنوات التواصل بين الشباب الثوريين في المنطقة من أفغانستان إلى اليمن
ارجعوا البصر إلى المنطقة وانظروا كم قد اتحدت شعوب المنطقة مع بعض ويا له من حدث عجيب! منذ كم سنة وقد تعرّف شباب المنطقة على بعض. فقد امتدّت قنوات التواصل بين شباب أفغانستان والعراق وباكستان وسورية واليمن ولبنان والبحرين الثوريين وقد ارتبطوا مع بعض ضمن حركة ثورية قيّمة جدّا. وقد كان أعداؤنا هم المسبّبين في تبلور هذا الارتباط والاتّحاد.
طبعا لا تستطيع القوى المعادية للمؤمنين وبتعبير أدقّ القوى المعادية للبشر أن تكفّ عن الظلم. فلو كانت أمريكا قد أعمرت أفغانستان، ولو كانت قد ساعدت باكستان من أجل إعمارها ورفاهها، ولو كانت تستطيع أن تصنع من عراق الجريح بلدا حرّا معمّرا، لو كانت تقدر أمريكا على ذلك، لعلّها كانت تنجح في حرق جذور الصحوة الإسلامية، أو في تأجيلها على الأقل. ولعلّها كانت تقدر على شقّ الطريق إلى أفكار الناس وقلوبهم لتحقّق انتصارا في الحرب الناعمة التي شنّتها على بلاد الإسلام. ولكنكم ترون مدى بلاهتها بحيث لم تقدر على إنجاز هذه الأهداف حتى كآليّة لخداع الشعوب. فلم يقدر الأمريكان على هندسة سياساتهم بحيث يقفون أمام صحوة الشعوب واتحادهم مع أنهم قد بذلوا قصارى جهدهم لبث الفرقة بين هذه الشعوب.
عندما أرجع بذكرياتي إلى سنيّ الدفاع المقدّس، كنّا في تلك الظروف نتوقّع الانتصار اعتمادا على نصرة الله عزّ وجل مع أن جميع الحسابات كانت تحكي عن استحالة الانتصار على الجيش البعثي المدجّج المدعوم من قبل جميع بلدان العالم، ولكن عندما كنّا ننظر إلى أوضاع المنطقة، لم نكن نستطيع أن نتوقّع حصول مثل هذا الاتحاد الذي حصل اليوم بين أبناء منطقتنا، وكنّا ننظر إلى هذا الهدف كأمنيّة لن تتحقّق.
نحن نعيش أيام مبعث الأمة الإسلامية
عل مرّ تاريخ الإسلام الذي يزيد عن 1400 عام، لم يكن المؤمنون قد بلغوا مثل هذه البصيرة والمعرفة ولم يجتمعوا مع بعض بقدرة واتحاد وقوّة المقاومة بهذا المستوى. فإنكم لا تستطيعون أن تجدوا بين طيّات هذا التاريخ العريق الأكثر من 1400 عام، مقاومة واسعة ومتحدة المعالم ومصحوبة بالاتحاد القلبي مثل هذه المقاومة التي نعيشها في هذه السنين الأخيرة.
بعد مبعث الرسول(ص) وإلى الآن لم يتحقّق مبعث الأمة الإسلامية وبهذا النطاق الواسع في تلبية نداء رسول الله(ص)، أما الآن فقد أصبحنا نعيش أيّام مبعث الأمّة الإسلامية.
عندما تقرأون تاريخ الإسلام، وتقفون عند الانتصارات التي حصلت فيه وكذلك على ظاهرة غزو القلوب وتوسّعه السريع الذي كان منطلقا لتأسيس الحضارة الإسلامية العظيمة يومذاك، مع ذلك تجدون الأوضاع الراهنة لا تقاس بأوضاع صدر الإسلام. نعم، لقد كان في ذلك الزمان أناس وشعوب وأقوام عاشوا تحت ظلّ نبي الله محمد(ص) والتعاليم الدينية، فاهتدوا إلى السبيل وغيّروا نمط حياتهم حتى قد شيّدوا حضارة الإسلام، ولكن لم تتحقق تلبية واسعة وعميقة لنداء النبي الأكرم(ص).
يتبع إن شاء الله...