تلك الخدود التي لازال يمنعني منها الحياء ولو دلت لها السبلُ أغضي حياءً ونفسي قد تنازعني لكنه الصبر والإيمان والوجلُ يا طائر الشوق هلاّ منك مكرمة وأنت تطوي قفار البيد ترتحلُ أبلغه أني محبٌ لو أقول له: يوماً أحبك قد يقتلني الخجلُ
لِمَ يا هاجرُ أصبحتَ رحيما والحنانُ الجمُّ والرقةُ فيما؟! لِم تسقينيَ من شهدِ الرضا وتلاقيني عطوفاً وكريما كلُّ شيء صار مراً في فمي بعدما أصبحتُ بالدنيا عليما آه من يأخذ عمري كلَّه ويعيدْ الطفلَ والجهلَ القديما
وانتحينا معا مكاناً قصياً نتهادى الحديث أخذاً وردّا سألتني مللتنا أم تبدلتَ سوانا هوىً عنيفاً ووجدا قلت هيهات! كم لعينيكِ عندي من جميلٍ كم بات يهدى ويسدى انا ما عشت أدفع الدين شوقا وحنينا إلى حماكِ وسهدا وقصيداً مجلجلاً كل بيت خلفَه ألفُ عاصفٍ ليس يهدا ذاك عهدي لكن قلبك لم يقض ديونَ الهوى ولم يرعَ عهدا والوعودُ التي وعدتِ فؤادي لا أراني أعيش حتى تؤدَّى
ما لي سِوى روحي، وباذِلُ نفسِهِ في حبِّ منْ يهواهُ ليسَ بمسرفِ فَلَئنْ رَضيتَ بها، فقد أسْعَفْتَني يا خيبة َ المسعى إذا لمْ تسعفِ يا مانِعي طيبَ المَنامِ، ومانحي ثوبَ السِّقامِ بهِ ووجدي المتلفِ عَطفاً على رمَقي، وما أبْقَيْتَ لي منْ جِسميَ المُضْنى ، وقلبي المُدنَفِ فالوَجْدُ باقٍ، والوِصالُ مُماطِلي والصّبرُ فانٍ، واللّقاءُ مُسَوّفي