منتديات عشاق السيد حسن نصر الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات عشاق السيد حسن نصر الله


    لم ابق طفلا

    عاشقة الحر
    عاشقة الحر
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    انثى
    عدد الرسائل : 41
    العمر : 33
    مزاجي : لم ابق طفلا Pi-ca-11
    المهنة : لم ابق طفلا Collec10
    الهواية : لم ابق طفلا Sports10
    نقاط : 54152
    تاريخ التسجيل : 28/07/2009

    بطاقة الشخصية
    رقم العضوية:

    لم ابق طفلا Empty لم ابق طفلا

    مُساهمة من طرف عاشقة الحر الخميس أغسطس 20, 2009 8:35 am

    ابي: لا بد من انك تلقيت نعيي قبل ان تصلك هذه الرسالة بامد قد يكون طويلا,و ساثير عبرتك من جديد وابعث الدموع في عينيك الصابرتين يهذه الكلمات التي خطتها يدي ,و التي ستقرؤها على ضوء المصباح الغازي او عمود النور المنسكب من النافذة الصغيرة في غرفتنا القبلية,فعفوا يا ابتاه ,اني لا احب ان انكأ جراحك.اني اشعر برجفة يديك و انت تقرأ هذه الكلمات وواحس بالغصة التي تملأ حلقك .اني اعذرك يا ابت فانا مثلك .اني ابكي الآن ويدي تخط ما تخطه اليك ,اذا سالت عبرتك و انت الجلد الصبور فما الذي تفعله هذه العجوز الرقيقة القلب التي تتطلع الأن بعينيها اليك , امي؟اماه:لكم قسوت عليك واستقبلت ببسمة اللامبالي حدبك علي, صدقت ما كان يقوله ابي من اني اصبحت رجلا فرحت اتهرب من مجال عطفك واقول لك كلما ضممتني عند سفر او قدوم,وكلما لملمت على جسدي الغطاء وانا نائم,اني لم ابق طفلا.اما الن فاني اذكر مواقفي منك نادما.انت التي ظللت تبكين كل ليلة طوال ثلاثة اشهر, لانك لم تقبليني مرة حين ودعتك. ما الذي تفعلينه اليوم وقد غادرتك دون وداع , وذهبت الى لا عودة ابدا؟ انا هنا, على هذه القمة من لواء الجليل, منذ اسبوع. لقد اخترقت الحدود يا ابت منذ عشرين يوما,ولكني لم اعلمك بذلك.اتراك لو اني اعلمتك بعزمي كنت تحاول ثني عناني عنهظ لو انك قدمت الي و انا في معسكر التدريب,لما ملكت الا ان تباركني ناسيا الكلمات الحارة التي ملأتبها امي اذنيك حين عزمت على السفر.اتراك تتصور ان يدعو الداعي فلا البيه بقلبي ودمي؟ لقد شبت النار لعيني على بقاع فلسطين فتركت مقعدي في كلية الحقوق, وانضممت الى هذه الجماعة التي تعسكر اليوم على هذه القمة.ابتاه... ان جماعتنا ستتحرك مساء غد الى السهل ,وستهاجم قلعة جدين, والمستعمرة التي تقع تحت اسوارها في الصباح. وسيتسلل ثمانية من الفدائيين زحفا على بطونهمووبنادقهم معلقة في رقابهم, والسكاكين في افواههم,بين الغام بوابة القلعة ليباغتوا الحراس بهجومهم.انها مهمة الشجعان,وستفخر يا ابت باني واحد منهم,هذه هي الحقيقة اقولها لك يا ابت, وهي التي جعلتني اخط اليك هذه الكلمات:انك لن تراني بعد الآنوو لذا اني انفض بين يديك دخيلة كلام بيني وبينك.ارجو ان لا يبلغ مسامع امي.اما اخي الصغير فليقرأ كتابي حين يكبروانه الان بين لداته من صغار التلاميذ يروي لهم ما يوحيه خياله اليه عن مغامرات اخيه مع الصهاينة وراء الحدود.ما اسخف ما ينسجه الخيال على غناه! ام الحقيقة فهي راسخة متمكنة على فقرها.و الحقيقة يا ابت :اني بعد غد ساموتز ما كنت احسب ان الحياة ستكشف لي عن مخابر الرجال كما كشفت لي في تجربة هذه الايام,وداعا يا ابت,وكن شفوقا على احزان امي المسكينة وليحفظ الله اخي لعله يكون عزاءك في احزانك علي.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 2:59 pm