منتديات عشاق السيد حسن نصر الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات عشاق السيد حسن نصر الله


3 مشترك

    من شهداء الطف

    raz
    raz
    المشرفون
    المشرفون


    ذكر
    عدد الرسائل : 319
    العمر : 32
    مزاجي : من شهداء الطف Pi-ca-40
    المهنة : من شهداء الطف Collec10
    الهواية : من شهداء الطف Sports10
    الوسام : من شهداء الطف Ebda3
    نقاط : 61980
    تاريخ التسجيل : 20/06/2007

    بطاقة الشخصية
    رقم العضوية:

    من شهداء الطف Empty من شهداء الطف

    مُساهمة من طرف raz الخميس يونيو 28, 2007 9:05 am

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته::

    إيماناً منا بمعرفة كل ما حلّ بواقعة كربلاء أود تسليط الأضواء على الشخصيات التي جاهدت وناصرت الإمام الحسين عليه السلام..

    وأولى هذه الشخصيات التي سأطرحها هو الحر بن يزيد الرياحي::

    الحر بن يزيد الرياحي

    وهو من جملة شهداء عاشوراء الأجلاّء. وكان من الشخصيات البارزة في الكوفة، دعاه ابن زياد لمقاتلة الحسين وانتدبه على ألف فارس. يُروي أنّه لمّا خرج من قصر الإمارة لهذه المهمّة نودي من خلفه: أبشر يا حرُّ بخير

    لقي الإمام الحسين في منزل "قصر بني مقاتل" أو منزل "الشراف". واعترض مسيره إلى الكوفة، وظل يسايره إلى كربلاء. ولمّا رأى الحرّ أنّ القوم عازمون على حرب الحسين، تذرّع بأنّه يريد سقي فرسه في صباح يوم العاشر، وفارق جيش ابن سعد والتحق بركب الحسين، ووقف بين يدي الحسين معلناً توبته، ثم استأذنه للبراز.

    إنّ هذا الاختيار المثير، واختيار الجنّة على النار، قد جعل من شخصية الحرّ شخصية محبوبة وبطولية.

    تقدم الحر إلى العدو وكلمهم بأبلغ القول ووبخهم على محاربة الحسين،وقد أوشك كلامه أن يثير بعض جيش ابن سعد ويصرفهم عن حرب الحسين، فرماه جيش العدو بالسهام. فعاد إلى الحسين. وبرز بعدها إلى الميدان وقاتل قتال البطال حتى استشهد.

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

    وكان عند القتال يرتجز ويقول:

    إنّي أنا الحـرّ ومأوى الضيف
    أضـرب في أعناقكم بالسـيفِ

    عن خير من حلَّ بأرض الخيف

    أضـربكم ولا أرى من حـيفِ

    ممّا يدلّ على شجاعته واستماتته في القتال والذبّ عن سيّد الشهداء، ومدى معرفته لأحقيّة هذا الطريق.

    بعد استشهاده حمله أصحاب الحسين عليه السلام حتى وضعوه بين يديه وبه رمق، فجعل الحسين يمسح وجهه ويقول: "أنت الحرّ كما سمّتك أُمّك، وأنت الحرّ في الدنيا والآخرة"

    عصّب الحسين رأس الحر بمنديل. وبعد واقعة الطف دفنه بنو تميم على بعد ميل من قبر الحسين، حيث قبره الآن خارج كربلاء في المنطقة التي كانت تسمى قديما بـ"النواويس"

    وممّا ينقل أنّ الشاه إسماعيل الصفوي حفر قبر الحر ووجد جسده سالماً،ولما أراد فتح العصابة التي على رأسه سال دمه، فأعادوها كما كانت. ثم بنوا قبّة على قبره

    روت كتب المقاتل وجميع المصادر التي أوردت أخبار واقعة الطف، سيرة الحرّ ودوره في الواقعة منذ لقائه بقافلة سيّد الشهداء، حتى توبته والتحاقه بجبهة الحقّ واستشهاده بين يدي الحسين. وتوبته من المع معالم حياته.واقعة الطف ملحمة بطولية سطرها رجال أفذاذ تخرجوا من مدرسة رسول الله التي ربت مشاعل الحق والهداية والإيمان والجهاد أنهم لم يكتفوا بإبراز الوجه البطولي الذي ينبغي أن يتحلى كل أمثولة للدفاع عن المبدء والعقيدة، فحسب بل كان الواحد منهم معلماً من معالم الفكر والثقافة والتربية والسلوك الإنساني المتفوق.

    من هؤلاء الأبطال الذين سطروا أعظم الحماسات في التاريخ الإسلامي وشرفوا جبين الإنسانية بقناديل مضيئة، عالم جليل، وفقيه بكل ما للفقيه من معنى، وحافظ للقرآن ذلك هو حبيب بن مظاهر الأسدي الذي امتاز في الدنيا بنيل الشهادة وحتى بعد شهادته كان له ضريح مستقل يقصده الزوار وهم على أعتاب التشرف بزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) وليس ضمن مجموعة الشهداء الذين يزارون كلهم في ضريح واحد وبعبارات تجمعهم في الزيارة.

    أهم ما يميز هذا الشهيد العظيم أنه قام في الأيام الأخيرة بمحاولة لتجنيد بعض رجال بني أسد الذين كانوا يقطنون في منطقة قريبة من ساحة المعركة المرتقبة أملاً في أن يدعموا النهضة المباركة للإمام الحسين (عليه السلام) فاستأذن الإمام في ذلك وحيث أذن له الإمام خرج إليهم حبيب ابن مظاهر الأسدي وبعد أن عرَّفهم بنفسه على أساس أنه سيد قبيلة بني أسد وزعيم كبير من زعمائهم تصور الجميع انه سوف يستنهضهم بمنطق الصراع القبلي والمفاخرات العشائرية ويلهب فيهم روحاً تواقة للحرب إلا أنه لم يفعل ذلك بل قام فيهم خطيباً وأوضح لهم أهمية الرسالة التي من اجلها جاء ويكشف لهم عن أهمية الإسهام في الثورة الحسينية لنصرة السبط الأعظم لخاتم الأنبياء والمرسلين قال: (إني قد أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قوم، أتيتكم أدعوكم إلى نصرة ابن بنت نبيكم فإنه في عصابة من المؤمنين الرجل منهم خير من ألف رجل، لن يخذلوه ولن يسلموه أبداً.. وهذا عمر بن سعد قد أحاط به، وأنتم قومي وعشيرتي، وقد أتيتكم بهذه النصيحة فأطيعوني اليوم في نصرته، تناولا بها شرف الدنيا والآخرة، فإني أقسم بالله لا يقتل أحد منكم في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله صابراً محتسباً إلا كان رفيقاً لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في عليين فنهض عبد الله بن بشر الأسدي، كأول من استجاب وقال: (أنا أول من يجيب إلى هذه الدعوة).

    ولنعد قليلاً إلى الوراء لنرى من هو حبيب بن مظهر أو مظاهر الأسدي الذي اجمع أرباب السير على أنه كان شيخاً صحابياً ممن رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسمع وروى حديثه ونزل الكوفة وصحب علياً أمير المؤمنين (عليه السلام) وحضر معه جميع حروبه وكان من شرطة الخميس.

    كانت له مواقف ممتازة جداً في نصرة مسلم بن عقيل، وأخذ البيعة للإمام الحسين (عليه السلام) أما عندما قتل مسلم وهاني بن عروة اختفى في بيته وبين عشائره فراراً من السلطة الغاشمة.

    لكن ما أن ورد إليه رسول الحسين يخبره بنزول الإمام في كربلاء خرج ومعه غلامه متخفياً حتى وصل كربلاء قبل اليوم العاشر من المحرم فكانت له بين يديه مواقف بطولية وتركت أثراً واضحاً في نفس الإمام الحسين (عليه السلام) خصوصاً بعد استشهاده.

    وعلى حد تعبير المؤرخين: (لما قتل حبيب هد مقتله الحسين ((عليه السلام) )) وما أروع الخطاب التأبيني لسيد الشهداء في حقه قال: (احتسب نفسي وحماة أصحابي، ثم قال لك ردك يا حبيب لقد كنت فاضلاً تختم القرآن في ليلة واحدة).

    إذن نحن أمام فقيه عابد، وصحابي جليل، وحافظ للقرآن يختم القرآن في ليلة واحدة، كل هذا وغيره جعله مؤهلاً لأن يعينه الإمام الحسين (عليه السلام) في ميسرة جيشه حيث ينقل لنا القندوزي ما يأتي: (وجعل الحسين في الميمنة في جيشه زهير بن القين ومعه عشرون رجلاً، وجعل في الميسرة حبيب بن مظاهر في ثلاثين فارساً ووقف هو وباقي جيشه في القلب).

    نلمس من هذا الاختيار عظمة هذين الرجلين ودورهما الأساسي في بنية جيش الإمام الحسين (عليه السلام) وكان رابط الإيمان قوياً يهرب في صفوف الحق فكان بين حبيب بن مظاهر ومسلم بن عوسجة صداقة حميمة مبنية على أساس الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) والانشداد إلى قيم السماء، والإصرار على إنكار الباطل وإحقاق الحق.

    لذا فإن الموكب الجهادي الذي تحرك لنصرة الإمام الحسين (عليه السلام) جمع كلاً من حبيب ومسلم، ويشاء الله أن يستشهد مسلم بن عوسجة مضرجاً بدمه في معركة الطف، فيذهب سبط الرسول الأعظم ليتفقد هذا البطل الذي سقط لتوه في ساحة المعركة، كما كان يفعل مع كل شهيد، ولكنه يصحب معه هذه المرة حبيباً فيقفان على رأس ابن عوسجة وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، فيوجه حبيب كلامه إلى مسلم ويقول: (أحب أن توصيني بوصية رغم أني على الأثر).

    فيجيبه مسلم بصوت خافت (عليك بهذا- مشيراً إلى الحسين (عليه السلام)- لا تقصر في نصرتي).

    ياله من موقف يمثل أسمى مراتب الوفاء والمواساة حيث يتسابقون إلى الشهادة وتضحية نفوسهم الغالية في سبيل نصرة العقيدة.

    أجل هؤلاء امتلأت قلوبهم بالإيمان فتحركوا بعزم وإرادة راسخين، وطنوا أنفسهم على لقاء الله مستجيبين لنداء داعي الله حيث قال: (ألا فمن كان باذلاً فينا مهجته، موطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فأني راحل مصبحاً غداً إن شاء الله) هذه الصورة الناصعة يكملها موقف آخر وهو أن تدريب النفس على الجهاد والتضحية لم يقتصر على شخص حبيب بل تعدى إلى كل أفراد أسرته وخدمه، إذ يحدثنا التاريخ عن غلام له (رفض البقاء في الكوفة، وأكد لحبيب عشقه بنيته الخالصة لجهاد أهل الانحراف وليكون مع الإمام القائد سبط الرسول الأعظم).

    إنهم سعداء في موقفهم ومشتاقون للتضحية في سبيل القضية العادلة مع استئناس كامل بالمصير، وقد قال الإمام القائد لأخته زينب (عليها السلام) مطمئناً إياها عن رجال جبهته: إنهم (يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل بثدي أمه!).

    ويصفهم أحد الشعراء:

    قوم إذ نودوا لدفع ملمة والخيل بين مدعس ومكردس

    لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا يتهافتون على ذهاب الأنفس

    وبعد خذلان أهل الكوفة لمسلم بن عقيل وأصحابه اختفى حبيب وظل مختبئاً إلى أن علم بقدوم الحسين (عليه السلام) إلى أرض كربلاء، فخرج ومعه مسلم بن عوسجة وهما يسيران في الليل ويمكنان في النهار حتى وصلا إلى أرض الطف والتحقا بركب الحسين (عليه السلام).

    وفور وصوله إلى كربلاء اتجه إلى خيمة الحسين (عليه السلام) واستقبله الحسين (عليه السلام) وخرج بقدومه، وظل حبيب قريباً من الإمام (عليه السلام) إلى آخر لحظة.

    عندما بدأت المنازلة في يوم العاشر من المحرم هيأ حبيب نفسه واستعد لملاقاة الأعداء بالرغم من كبر سنه حيث كان عمره عند استشهاده زهاء التسعين عاماً، لكنه كان راسخ الإيمان قوي العزيمة وفياً للحسين وآل بيته (عليهم السلام).

    وعندما حان موعد صلاة الظهر طلب الإمام الحسين (عليه السلام) من الأعداء الكف عن القتال لأداء الصلاة، وفي أثناء استعداد الإمام (عليه السلام) لأداء الصلاة نادى أحد قادة عسكر ابن زياد المدعو الحصين بن تميم: (إن صلاة الحسين لا تقبل).

    فقال حبيب بن مظاهر له: (زعمت أن الصلاة من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تقبل وتقبل منك؟!، فحمل الحصين بن تميم على أصحاب الحسين (عليه السلام) فتصدى له حبيب بن مظاهر فضرب وجه فرسه بالسيف ووقع عنه وحمله أصحابه فاستنقذوه).

    تلك إشراقة بينة من صفحات جهاد ونضال سيدنا حبيب بن مظاهر المفعمة، بمواقف الصمود والشجاعة والولاء عندما دافع دون الإمام الحسين (عليه السلام) فواساه بنفسه وفداه بمهجته فحاز بذلك الفوز العظيم وقد استحق عن جدارة لا تضاهى ولا تقدر بثمن ولذلك نشاهد مقامه الشريف اليوم هو يقع بجوار قبر مولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، حيث يؤمه ملايين الزائرين من الذين أترعت قلوبهم بحب الرسول المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل بيته الأطهار (عليهم السلام) وأصحابهم واتباعهم الكرام (رضي الله عنهم) الذين جاهدوا وناضلوا واستشهدوا في سبيل نصرة الإسلام وتقديم العون بكل أنواعه لسبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي قال فيه نبينا الهادي صلوات الله وسلامه عليه: (حسين مني وأنا من حسين).

    --------------------------------------------------------------------------------
    زهير بن القين (رضوان الله عليه)


    مكانته في قومه:

    في أبصار العين: كان زهير شريفاً في قومه، نازلاً بالكوفة شجاعاً، له في المغازي مواقف مشهورة، ومواطن مشهودة


    قصّة التحاقه بالحسين (ع):

    كان زهير أوّلاً عثمانيّاً، وكان قد حجّ في السنة التي خرج فيها الحسين عليه السلام إلى العراق، فلمّا رجع من الحجّ جمعه الطريق مع الحسين عليه السلام؛ فأرسل إليه الحسين و كلّمه، فانتقل علويّاً و فاز بالشهادة.

    روى أبو مخنف في مقتله و المفيد في إرشاده و غيرهما قالوا: حدّث جماعة من فزارة و بجيلة قالوا: كنّا مع زهير بن القين البجليّ حين أقبلنا من مكة، فكنّا نساير الحسين عليه السلام، فلم يكن شيء أبغض إليه من أن نسير معه في مكان واحد، أو ننزل معه في منزل واحد. فإذا سار الحسين تخلّف زهير بن القين، و إذا نزل الحسين تقدّم زهير، حتّى نزلنا يوماً في منزل لم نر بدّاً من أن ننازله فيه، فنزل الحسين في جانب و نزلنا في جانب، فبينما نحن جلوس نتغدّى من طعام لنا إذ أقبل رسول الحسين (ع) حتّى سلّم، ثم دخل فقال: يا زهير بن القين، إن أبا عبدالله الحسين بعثني إليك لتأتيه. فطرح كلّ إنسان منّا ما في يده حتّى كأنّ على رؤوسنا الطير (كراهة أن يذهب زهير إلى الحسين، فإنّهم كانوا عثمانيّة، يبغضون الحسين و أباه).

    قال أبو مخنف: فحدثتني دلهم بنت عمرو، امرأة زهير فقالت قلت له: سبحان الله! أيبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه، فلو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت. فأتاه زهير بن القين، فما لبث أن جاء مستبشراً قد أشرق وجهه، فأمر بفسطاطه و ثقله و رحله فقوّض و حمل إلى الحسين، ثم قال لي: أنت طالق، إلحقي بأهلك، فإنّي لا أحبّ أن يصيبك بسببي إلاّ خير. ثم قال لأصحابه: من أحبّ منكم أن يتبعني و إلاّ فإنه آخر العهد أنّي سأحدّثكم حديثاً:

    غزونا بلنجر (2) ففتح الله علينا و أصبنا غنائم، فقال لنا سلمان: أفرحتم؟ قلنا نعم. فقال: إذا أدركتم سيّد شباب آل محمّد فكونوا أشدّ فرحاً بقتالكم معه ممّا أصبتم اليوم من الغنائم.

    فأمّا أنا فأستودعكم الله. قالوا: ثمّ والله مازال في القوم مع الحسين عليه السلام حتى قتل.


    مواقفه البطوليّة:

    قال أبو مخنف و غيره: إنه لمّا التقى الحرّ بالحسين عليه السلام بذي حسم (وهو جبل) و منعهم الحرّ من المسير، خطبهم الحسين خطبته التي يقول فيها «إنه نزل بنا من الأمر ما قد ترون» إلخ، فقام زهير و قال لأصحابه: تتكلّمون أم أتكلّم؟ قالوا: بل تكلّم.

    فحمد الله و أثنى عليه، ثم قال: قد سمعنا هداك الله يا ابن رسول الله مقالتك، و الله لو كانت الدنيا لنا باقية، و كنّا فيها مخلدّين، إلاّ أنّ فراقها في نصرك و مواساتك، لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها، فدعا له الحسين و قال له خيراً.

    وقال أبو مخنف والمفيد و ابن الأثير: إنه لمّا أخذ الحرّ الحسين و أصحابه بالنزول على غير ماء و في غير قرية؛ قال زهير بن القين للحسين إنه لا يكون و الله بعد ما ترون إلاّ ما هو أشدّ منه يا ابن رسول الله، وإنّ قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا بعدهم، فلعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به. سر بنا إلى هذه القرية حتّى ننزلها، فإنّها حصينة، و هي على شاطىء الفرات، فإن منعونا قاتلناهم، فقتالهم أهون علينا من قتال من يجيء بعدهم. فقال الحسين: ما هي؟ قال: العقر. قال: اللهم إنّي أعوذ بك من العقر ثمّ نزل.

    ولمّا ذهب أبوالفضل العبّاس عليه السلام إلى أصحاب عمر بن سعد يسألهم مابالهم حين زحفوا لقتال الحسين عليه السلام؛ كان في عشرين فارساً فيهم حبيب بن مظاهر و زهير بن القين. فقالوا: جاء أمر الأمير بالنزول على حكمه أو المنازلة. فقال لهم العبّاس: لا تعجلوا حتّى أرجع إلى أبي عبدالله فأعرض عليه ما ذكرتم. فوقفوا و ذهب العبّاس راجعاً و وقف أصحابه.

    فقال حبيب لزهير: كلّم القوم إن شئت، و إن شئت كلّمتهم أنا. فقال زهير: أنت بدأت فكلّمهم: فقال لهم حبيب إنه والله لبئس القوم عندالله غداً، قوم يقدمون على الله وقد قتلوا ذريّة نبيّه وعترته وأهل بيته، و عبّاد أهل هذا المصر المجتهدين بالأسحار والذاكرين الله كثيراً. فقال له عزرة بن قيس: إنك لتزكّي نفسك ما استطعت. فقال له زهير: إنّ الله قد زكّاها و هداها. فاتّق الله يا عزرة، فإنّي لك من الناصحين، نشدتك الله يا عزرة أن تكون ممّن يعين الضلاّل على قتل النفوس الزكيّة. فقال عزرة: يا زهير ما كنت عندنا من شيعة هذا البيت، إنّما كنت عثمانياً! قال: أفلا تستدلّ بموقفي هذا على أنّي منهم؟ أما والله ما كتبت إليه كتاباً قطّ، ولا أرسلت إليه رسولاً قطّ، ولا وعدته نصرتي قطّ، ولكنّ الطريق جمع بيني و بينه، فلمّا رأيته ذكرت به رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، و مكانه منه، وعرفت ما يقدم عليه عدوّه وحزبكم، فرأيت أن أنصره، وأن أكون في حزبه، و أن أجعل نفسي دون نفسه؛ حفظاً لما ضيّعتم من حقّ الله و حقّ رسوله»

    قال أبو مخنف و المفيد وغيرهما: ولمّا خطب الحسين عليه السلام أصحابه وأهل بيته ليلة العاشر من المحرّم، وأذن لهم في الانصراف وأجابوه بما أجابوه، كان ممّن أجابه زهير بن القين. فقام وقال: والله لوددت أني قتلت ثمّ نشرت ثم قتلت، حتّى أقتل كذا ألف، وأنّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك.

    قالوا: ولمّا عبّأ الحسين عليه السلام أصحابه للقتال، جعل في ميمنته زهير بن القين، ولمّا خطب الحسين عليه السلام أهل الكوفة يوم عاشوراء ونزل؛ كان أوّل خطيب بعده زهير بن القين، فخرج على فرس له ذنوب وهو شاك في السلاح ، فقال: يا أهل الكوفة، بدار (إنذار) لكم من عذاب الله بدار (إنذار)، أنّ حقاً على المسلم نصيحة المسلم، ونحن حتّى الآن إخوة على دين واحد وملّة واحدة، ما لم يقع بيننا وبينكم السيف؛ فإذا وقع السيف انقطعت العصمة، وكنّا نحن أمّة وأنتم أمّة. إنّ الله قد ابتلانا و إيّاكم بذرية نبيّه محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، لينظر ما نحن وأنتم عاملون، إنّا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد، فإنّكم لا تدركون منهما إلاّ سوءاً كلّه، عمر سلطانهما [على مدى أيام حكمهما] يسملان أعينكم، ويقطعان أيديكم و أرجلكم، ويمثّلان بكم و يرفعانكم على جذوع النخل، و يقتلان أماثلكم و قرّاءكم أمثال حجر بن عديّ و أصحابه، و هانىء بن عروة و أتباعه. فسبّوه و أثنوا على ابن زياد، و قالوا: والله لا نبرح حتّى نقتل صاحبك و من معه، أو نبعث به و بأصحابه إلى الأمير عبيدالله بن زياد سلماً. فقال لهم: يا عباد الله! إنّ ولد فاطمة أحقّ بالودّ والنصر من ابن سميّة. فإن كنتم لم تنصروه فأعيذكم الله أن تقتلوه. خلّوا بين الرجل و بين ابن عمّه يزيد بن معاوية، فلعمري إنّ يزيد يرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين. فرماه شمر بسهم وقال: أسكت، أسكت الله نامتك. أبرمتنا بكثرة كلامك. فقال زهير: يا ابن البوّال على عقبيه! ما إيّاك أخاطب، إنّما أنت بهيمة، والله ما أظنّك تحكم من كتاب الله آيتين، و أبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم. فقال شمر: إنّ الله قاتلك وصاحبك عن ساعة. قال زهير: أفبالموت تخوّفني؟ والله للموت معه أحبّ إليّ من الخلد معكم، ثمّ رفع صوته و قال: عباد الله، لا يغرنّكم من دينكم هذا الجلف الجافي، فوالله لا تنال شفاعة محمد قوماً أهرقوا دماء ذريّته وأهل بيته، و قتلوا من نصرهم وذبّ عن حريمهم.

    قال أبو مخنف: فناداه رجل من خلفه: يا زهير، إنّ أبا عبد الله يقول لك أقبل، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه و أبلغ في الدعاء؛ لقد نصحت لهؤلاء و أبلغت، لو نفع النصح و الإبلاغ، فرجع.

    و لمّا حمل شمر على فسطاط الحسين عليه السلام حتّى طعنه بالرمح و قال: عليّ بالنار حتّى أحرق هذا البيت على أهله و نهاه شبث بن ربعي و ذهب لينصرف؛ حمل عليه زهير بن القين في عشرة من أصحابه فكشفهم عن البيوت، و قتل زهير أبا عزرة الضبابيّ.
    أفديك يا أباهادي
    أفديك يا أباهادي
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 6116
    العمر : 33
    مزاجي : من شهداء الطف Pi-ca-54
    المهنة : من شهداء الطف Collec10
    الهواية : من شهداء الطف Riding10
    الوسام : من شهداء الطف Etqan
    نقاط : 61830
    تاريخ التسجيل : 16/06/2007

    بطاقة الشخصية
    رقم العضوية:

    من شهداء الطف Empty رد: من شهداء الطف

    مُساهمة من طرف أفديك يا أباهادي الثلاثاء أغسطس 14, 2007 9:30 am

    أشكرك على الموووضوووع الرائع
    هناء الروح
    هناء الروح
    عضو مميز
    عضو مميز


    انثى
    عدد الرسائل : 653
    مزاجي : من شهداء الطف Pi-ca-31
    نقاط : 61680
    تاريخ التسجيل : 01/07/2007

    من شهداء الطف Empty رد: من شهداء الطف

    مُساهمة من طرف هناء الروح الخميس يناير 31, 2008 7:43 am

    مشكوووور اخوي على الموضوع واتمنا لك الكثير من التقدم

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 1:22 pm