القطار السريع
أجرت جريدة الوسط البحرينية الشهيرة مقابلة مع الاستاذ نزار القطري بمناسبة وصوله الى البحرين للمشاركة في احتفالات مولد الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف
قطار نزار القطري
قبل شهر واحد بالضبط وفي منتصف شهر شعبان، كان الجمهور على موعد مع نزار القطري، أحد نجوم الانشاد الديني المعروفين على مستوى دول الخليج.
في تلك الليلة، كان الجو حارا، والحفل يقام في العراء، وحين دخلت حسينية (خدارسون) في شارع الزبارة بالقضيبية، كان نزار يستعد قبل الخروج للجمهور، وحوله تتحلق مجموعة من الشبان والاطفال الصغار، وبعضهم يحاول أن يلتقط له صورة من هاتفه النقال.
الرادود تذكرني من اللحظة الأولى، وذكرني بلقاء صحافي نشرته له قبل عامين، ومن هنا كان الخط سالكا لنقل رسالة شخصية كنت حريصا على نقلها، من القلب الى القلب، ستعرفونها نهاية المقال.
الرجل بدا مهموما بالأطفال، تحدث عما يتعرض له الطفل المسلم من موجات أفلام (الميكي ماوس) و(أبطال النينجا) و(السبايدرمان). وتساءل: لماذا لا تكون لدينا شخصياتنا الخاصة؟
القطري تحدث عن تجربته مع شخصية فرح ومرح وهما شخصيتان محليتان استلمتا دور البطولة في بعض الاسكتشات الغنائية، وحاول خلالها تناول بعض المفاهيم الاخلاقية والتربوية. ويرى ان لدينا كنوزا يمكن ان نهل منها من دون حدود، من قبيل بر الوالدين وتوقير الكبير والتكافل والرحمة... وهو ما يفتقر اليه صانع الكارتون الغربي الذي يدور حوله المادة والمال.
آخر ما أنتجه القطري (القطار السريع) هنا صارحته برد فعلي حين شاهدته للمرة الأولى: (ماذا فعل نزار القطري بنفسه) ولكن في المرة الثانية تم امتصاص الصدمة الاولى وتغيرت نظرتي للموضوع، فهو قد يملأ شيئا يسيرا من الفراغ الذي يعيشه الأطفال، خصوصا مع ما أشاهده من تعلق أطفال العائلة بالتلفاز كلما خرج القطار. وهو ما أكده بقوله إن طفله البالغ 8 أشهر، يتجمد في مكانه ويتوقف عن البكاء!
القطري يجيد أربع لغات، فإلى لغته الأم (العربية) يجيد الأردية والفارسية واللارية والانجليزية، وهو يقرأ الاشعار والقصائد بهذه اللغات. وسألته: الا تغار زوجتك من كثرة المعجبين والمعجبات؟ فابتسم وقال: إنها تتفهم الوضع، بل هي تؤلف لي باللغة الانجليزية.
لمدة نصف ساعة كنت مستمعا لنزار، وأخيرا اردت أن يستمع لرأي أرى من الامانة ايصاله له ولزملائه من المتصدين لهذا الفن الديني الملتزم. ذكرته بأنشودة (يا طيبة) التي أنشدها الشاب الاندونيسي حداد وزميلته سيليس،واستطاعت أن تعزو قلوب المسلمين من ماليزيا الى المغرب العربي. وهي الانشودة التي اعاد انتاجها اللبنانيون والسوريون، وربما السعوديون أيضا، لتجردها وجمالها ولحنها وكلماتها البسيطة التي تتسلل للقلوب. فنحن أحوج ما نكون الى تبادل الرسائل التي توحدنا وتقربنا من بعضنا، في زمن كثر فيه مبتغو الفتنة، في ظل تصاعد موجة التكفير وبث الفرقة بين طوائف المسلمين، حتى أصبح الدم المسلم أرخص الدماء في العالم.
إذا خرجنا من حدود جغرافيتنا الضيقة، سنرى العالم على اتساعه، ونأمل أن يمر قطارك القادم على القدس والقاهرة وسمرقند واسطنبول يا نزار.
لمدة نصف ساعة كنت مستمعا لنزار، وأخيرا اردت أن يستمع لرأي أرى من الامانة ايصاله له ولزملائه من المتصدين لهذا الفن الديني الملتزم. ذكرته بأنشودة (يا طيبة) التي أنشدها الشاب الاندونيسي حداد وزميلته سيليس،واستطاعت أن تعزو قلوب المسلمين من ماليزيا الى المغرب العربي. وهي الانشودة التي اعاد انتاجها اللبنانيون والسوريون، وربما السعوديون أيضا، لتجردها وجمالها ولحنها وكلماتها البسيطة التي تتسلل للقلوب. فنحن أحوج ما نكون الى تبادل الرسائل التي توحدنا وتقربنا من بعضنا، في زمن كثر فيه مبتغو الفتنة، في ظل تصاعد موجة التكفير وبث الفرقة بين طوائف المسلمين، حتى أصبح الدم المسلم أرخص الدماء في العالم.
إذا خرجنا من حدود جغرافيتنا الضيقة، سنرى العالم على اتساعه، ونأمل أن يمر قطارك القادم على القدس والقاهرة وسمرقند واسطنبول يا نزار.